تتالي مفاوضات وقف إطلاق النار بين غزة والاحتلال الإسرائيلي
مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة
في ظل الدمار المتزايد الذي يعصف بقطاع غزة، تتجدد الآمال بوقف إطلاق النار. فقد أعلن البيت الأبيض مؤخرًا عن اقتراب التوصل إلى اتفاق يوقف نزيف الدم المستمر قبل تاريخ 20 يناير، حيث يتوقع أن يتحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتأكيد التزام الطرفين. لكن، هل يمكن حقًا التعويل على هذا الاتفاق؟
غزة ليست فقط ساحة للحرب، بل قصة ممتدة من الحصار والمجازر والموت اليومي. تظل هذه المدينة المحاصرة منذ أكثر من عقدين رمزًا للمقاومة والشجاعة في وجه عدوان لا ينتهي. لكنها، في الوقت نفسه، تشهد المفاوضات التي لطالما انتهت بالفشل. ونتنياهو كان دائمًا في قلب هذا الفشل.
نتنياهو وسجل التعنت الطويل
مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة ليست جديدة. فمنذ بدء العدوان الإسرائيلي، كانت هناك محاولات عديدة لإنهاء الحرب على القطاع المحاصر. لكن كل تلك المحاولات باءت بالفشل نتيجة التعنت الإسرائيلي بقيادة بنيامين نتنياهو، الذي لطالما استخدم الحرب على غزة كورقة ضغط سياسية داخلية وخارجية.
على مدار السنوات الماضية، أظهرت تقارير متعددة كيف تعمد نتنياهو إفشال مساعي التهدئة. ففي كل مرة كانت الوساطات الدولية تقترب من إبرام اتفاق، كان يصر على استمرار العمليات العسكرية بدعوى حماية أمن إسرائيل. هذه السياسة جعلت من غزة مسرحًا دائمًا للمآسي الإنسانية.
آلام غزة ومعاناة تحت الركام
في غزة، لا تنتهي المعاناة عند الغارات الجوية أو القصف المدفعي. فهناك جثث تأكلها الكلاب تحت الأنقاض، ومستشفيات تحولت إلى ركام. صرخات الأطفال والنساء تطغى على صوت القنابل، والجوع ينهش بطون الصامدين في ظل حصار يمنع عنهم الغذاء والدواء.
لا أحد ينسى المجازر المتكررة التي ارتكبها الاحتلال، من دير البلح إلى الشجاعية، حيث باتت شوارع غزة شاهدة على الدماء المسفوكة بلا رحمة. إن صور الأطفال الذين قُتلوا وهم يلهون، والمنازل التي انهارت على رؤوس ساكنيها، ستظل محفورة في الذاكرة الإنسانية كوصمة عار على جبين العالم الصامت.
عقيدة الاحتلال والمخططات القديمة
يبرر الاحتلال الإسرائيلي هذه الوحشية بما يعتقد أنها نبوات توراتية تشرعن له الاستيلاء على الأرض وتشريد أصحابها. العقيدة الصهيونية تستند إلى أوهام دينية تدفعها نحو تنفيذ مخططات تغيير ديموغرافي في غزة. فقد رأينا على مدى العقود كيف حاول الاحتلال دفع الفلسطينيين للهجرة القسرية وتغيير التركيبة السكانية عبر الضغط العسكري والاقتصادي.
الاحتلال الإسرائيلي لا يخفي أهدافه، بل يعمل بشكل ممنهج لتحقيقها. في كل عدوان، يكون الهدف الأول هو كسر إرادة الشعب الفلسطيني ودفعه إلى الاستسلام، لكن غزة دائمًا ما تثبت عكس ذلك.
غزة.. رمز الصمود
على الرغم من كل ما تواجهه، تبقى غزة صامدة كالجبل الأشم. إنها مدينة المقاومة، لا تستسلم ولا تنكسر. حين يتداعى العالم أمام القهر، تظل غزة تواجه مصيرها بقبضات من حجر وصبر من فولاذ.
في كل بيت هناك قصة بطولة، وفي كل شارع رائحة دماء الأبطال. لقد لقنت غزة العالم درسًا في الصمود. إنها إرادة الحياة حين تحاول الجرافات سحق الأحلام، وهي صوت الحق الذي لا يموت.
الختام: وعد الله قريب
نؤمن بأن النصر قادم. نؤمن بأن الله ناصر أهل غزة، وأن الموازين ستنقلب بإذنه تعالى. فالظلم لا يدوم، والصبر يورث العزة والكرامة.
ختامًا، نردد مع الصامدين:
يا غزةَ الأحرارِ رغمَ قيودهمْ
أنتِ الشعاعُ وأنتِ نجمُ سمائِهِمْ
نصرُ الإلهِ لقادمٌ مهما اشتدّ
فاللهُ وعدُهُ حقٌ وهوَ ناصرُهمْ
تعليقات
إرسال تعليق